الثلاثاء، 4 يوليو 2017

مغترب

مغترب

الخيبة الكبرى أن تحمل كل الماضي معك
سلعة تعتبرها مستهلكة لا سبيل للتخلص منها ’
ذكريات تحرك المشاعر دون إرادة فأصبحت أحمل أثقالي معي لا تريد أن تتركني حتى أتذكر إنني إنسان أعيش بحاضري ومستقبلي ,
كانت البداية عندما تزوج والداي وهما (أولاد عم)
وتحت مبدأ القبيلة فوق كل شيء نصنع المجد من موروث يحركنا دون تفكير ’
وثمرته إحدى عشر أخ ثلاثة منهم مرضى
الوراثة اللعينة (الشلل النصفي ) لتكتمل الصورة مع أب كبير بالسن أتعبته مشقة الحياة وكثرة الأولاد فكنا أنا وأخي الكبير البديل الأزلي للمسئولية الكبيرة إعالة الأسرة وتحمل القيادة في عمر نحتاج لمن يرعانا
وكانت هذه الخيبة الثانية
بدأت العمل قبل أن يشتد عودي قتلت طفولتي باكراً وحصدت سنين عمري بمنجل الالتزام واكتملت الصورة المأساوية بسقوط أخي من ارتفاع طابقين ليضاف لأعبائي مصاريف علاجه لمدة ثلاثة سنوات عجاف .
خرج منها مرفوع عنة القلم وكانت خيبتي الثالثة
فبقيت وحيداً أصارع أمواج الحياة
بذراعي المتعبة وأحلامي المؤجلة .
وكانت خيبتي الرابعة
حين بدأت أحلامي تكبر وتكبر تفرد أجنحتها للحياة ترفرف مقيدة قربي ’
قلت :
(  وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت )
وأدتها عن طيب خاطر فذات من كان قربي أهم من كل طموحات ذاتي ’
الخيبة الخامسة فقدت إحساسي فقدت قلبي أصبح حجراً رغم إن القرآن يسكنه ’ كنت حافظا للقرآن لا ادري هل رحل عن قلبي كما رحلت أحلامي ؟
الخيبة السادسة تخليت عن معظم أصدقائي وربما هم من تخلوا عني بسبب قسوة قلبي .
الخيبة السابعة وحدة قاتلة وصوت ضعيف لا احد يسمع مني فروحي تأن صامتة لم أعد أبالي هل سيتغير شيء ؟؟ الخيبة الثامنة أحمل أفكار غبية بعد اختفاء القناعة من حياتي وتكالب الأحداث علي نفسي .
الخيبة التاسعة ربما ضعف إيماني الحمد الله كثيراً يلهج بها لساني وربما لا يشعر بها قلبي
الخيبة العاشرة صراعي للحصول عن أي مبلغ مادي بٌلغة تسد رمق أحلام القبيلة لعلها تُعيد ضحكاتنا وتٌطمأن قلوبا ترتجف خوفا ورعباً ’
وهناك علي الطرف الأخر من يهدر ما يكفي
لسد جوع بلد بأكمله  .
والآن اخبروني هل هناك خيبات أخرى
أكثر من خيباتي .. ؟
لاجئ يتحدث
بقلم
سلوى علان
28/6/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق